إعلان: تعلن إدارة أوقاف الشريف محمد أبي نمي الثاني للمستحقين أن عليهم تحديث بيناتهم حسب نموذج تحديث البيانات الجديد 1444هـ - 2022م إصدار نموذج تحديث البيانات الجديد إعلان: تم إيداع مستحقات المستحقين في غلة الوقف لعام 1439هـ في حسابات من انطبق عليهم شرط الواقف إعلان: تم إيداع مستحقات المستحقين في غلة الوقف لعام 1438هـ في حسابات من انطبق عليهم شرط الواقف إعلان: تمديد فترة تحديث البيانات لمدة أسبوع واحد اعتباراً من الأحد 8/7/1439 حتى الخميس 12/7/1439 هـ تطوير عين الوقف الكائنة بشارع الهداية في حي العزيزية بمكة بمواصفات عمارة فندقية حديثة إعلان: تعلن إدارة أوقاف الشريف محمد أبي نمي الثاني للمستحقين أن عليهم تحديث بيناتهم حسب نموذج تحديث البيانات الجديد إعلان: تم إيداع مستحقات المستحقين في غلة الوقف لعام 1437هـ في حسابات من انطبق عليهم شرط الواقف إعلان: تم إيداع مستحقات المستحقين في غلة الوقف لعام 1436هـ في حسابات من انطبق عليهم شرط الواقف إعلان: تم إيداع مستحقات المستحقين في غلة الوقف لعام 1435هـ في حسابات من انطبق عليهم شرط الواقف إعلان: تم إيداع مستحقات المستحقين في غلة الوقف لعام ١٤٣٤هـ في حسابات من حدثوا بياناتهم وانطبق عليهم شرط الواقف تم بحمد الله تدشين موقع أوقاف الشريف محمد أبي نمي الثاني رحمه الله

القائمة الرئيسية

تابعنا على

حالة الطقس


فقه الوقف

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

فقه الوقف
كتبه: أ.د. حمزة بن حسين الفعر


الحمد لله الذي بيَّن لنا شرائع الدين ، وجعلنا من المسلمين ، والصلاة والسلام الأتمَّان الأكملان على سيد الأولين والآخرين ، وإمام المتقين من بيَّن به الله طريق الحق والخير ، وهدى به إلى صراطه المستقيم محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم وعلى آله الطيبين الطاهرين ، وأزواجه أمهات المؤمنين ، وصحابته الغر الميامين ، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين .

أما بعد ، فإنَّ هذا الدين هو دين الله الخالد الباقي إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين ، دين الحق والعدل ، والصلة والتراحم ، ورعاية الحقوق ، وقد جعل الله في شرائعه كل ما يكفل خير البشرية في دنياها وأخراها ، بيَّن الواجبات التي لا بدَّ من الإتيان بها ، والمحرمات التي لا بدَّ من الامتناع عنها ، وهذه هي عصب التشريع ودعامته الأساس ، التي من حافظ عليها كتب له الفلاح في الدنيا والنجاة من عذاب الله في الآخرة ، ولكنه فتح أبواباً واسعة أخرى للمكلفين المتبعين لهذه الشريعة للتسابق في الخيرات ، والترقي في الدرجات لم يوجبها عليهم ، ولكنه ندبهم ودعاهم إليها مبيناً فضلها وعظم أجرها وعلو منزلتها عنده سبحانه حتى ينهل منها الراغبون ، ويستكثر منها الصالحون ، ومن ذلك الإنفاق في أوجه البر التي لا تجب على الإنسان على الأقارب والمحتاجين وي مصالح المسلمين ، حيث وردت آيات كثيرة في كتاب الله وفي سنة رسوله تدعو إليه وترغب فيه ، من ذلك قوله تعالى : ﴿وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ﴾ [الحديد : 7] ، وقوله : ﴿مَن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ﴾[الحديد : 11] ، وقوله : ﴿وَأَقْرِضُوا اللهَ قَرْضاً حَسَناً وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً﴾[المزمل : 20] ، وقوله : ﴿ لَن تَنَالُوا البِرَّ حَتَّى تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ﴾[آل عمران : 92] .

وجاء عن الرسول فيما رواه عن الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص ، قوله : «إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله عز وجل إلا أجرت بها حتى ما تجعل في في امرأتك»[الأدب المفرد 1/263 ، ح752] ، كما بيَّن لنا رسول الله أنَّ أعظم الإنفاق أجراً وأبقاه أثراً ما يستمرُّ خيره في حياة صاحبه وبعد وفاته ، وهو ما سمَّاه النبي عليه السلام بالصدقة الجارية إشارة إلى عدم انقطاعها وبقائها ودوامها .

فقد روي عن النبي أنه قال : «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له»[سنن الترمذي 5/389وقال : هذا حديث حسن صحيح] .

وقد جاء الصحابي الجليل أبوطلحة إلى رسول الله   فقال : يا رسول الله : إن أحب مالي إليَّ بير حاء وإنها صدقة لله أرجو برَّها وذخرها عند الله ، فضعها يارسول الله حيث أراك الله ، فقال رسول الله  : «ذلك مال رائحٌ ، وقد سمعت مال قلت ، وإني أرى أن تجعلها في الأقربين» ، قال أبوطلحة : أَفْعَلُ يارسول الله ، فقَسَمَها أبوطلحة في أقاربه وفي بني عمه . [صحيح البخاري 7/142] .

وجاء أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فقال يا رسول الله ما من مالي شيء أحب إليَّ من المائة وسق التي أطعمتنيها من خيبر ، فقال له رسول الله  : «فاحبس أصلها واجعل ثمرها صدقة» ، فكتب عمر : إني حبست أصلها وجعلت ثمرتها صدقة لذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والمقيم عليها ان يأكل أو يُؤكل صديقاً لا جناح ، ولا يباع ولا يوهب ولا يورث ما قامت السماوات والأرض ، جعل ذلك إلى ابنته حفصة فإذا ماتت فإلى ذي الرأي من أهلها [سنن الدارقطني 5/341 ، ح4425] .   

وبعد ذلك تتابع الصحابة على هذا العمل الجليل المبارك فلم يبق أحدٌ من الموسرين منهم إلا وجعل له وقفاً .

ومن هنا أخذ العلماء مشروعية الوقف وأنه حبس الأصل يعني إبقائه فلا يباع ولا يشترى ولا يوهب ولا يورث ولا يتصرف فيه بأي تصرف ينقل رقبته ، واجتهد علماء الإسلام في بيان شروط الوقف وأركانه وما يتعلق به ، وقد سارع المسلمون في كافة الأعصار والأمصار حكاماً ومحكومين إلى وقف بعض أموالهم أو كلها تقرباً إلى الله ، وتنوعت الأوقاف وتعددت مصارفها ، فكان منها على الأقارب الفقراء ، وعلى والمرضى ، وعلى المسافرين ، وعلى الحجاج ، وعلى سقيا الماء ، وعلى الدواب الضالة ، وغير ذلك كثير .

كل ذلك طلباً للثواب المستمر الذي لا ينقطع ، كما تفصح عن ذك وثائق الأوقاف التي نجد فيها هذا المعنى ظاهراً جلياً ، ونجد فيها التشديد والتأكيد على منع بيعه أو تضييعه أو التلاعب بشروطه ، ويقرنون ذلك بالدعاء على من فعل ذلك ، أو تسبب فيه ، بل ولعنه .

وقد نصَّ العلماء رحمهم الله في كتبهم ومؤلفاتهم على وجوب تطبيق شرط الواقف الذي اشترطه في وقفه ؛ لأنه هو دستور العمل المتبع في الوقف في عمارته وتنميته وتوزيع غلته وغير ذلك ، هذا إذا لم يكن في الشرط مخالفة لأحكام الشرع .

ويمكن تقسيم الأوقاف إلى قسمين :

1 - أوقاف عامة ، وهي التي لم يحدد لها مستفيد معين ، وإنما حددت لها جهة برٍّ عامَّة ، مثل الفقراء والمساكين ، أو طلبة العلم ، أو المسافرين ونحو ذلك ، أو كان جهة برٍّ محددة لا تنقطع مثل الوقف على الحرمين ونحوها .

2 - أوقاف خاصة ، وهي ما تسمى بالذرية ، نسبة إلى ذرية الشخص الموقف أو قرابته ، أو غيرهم ممن يحددهم بحيث تصرف غلته لهم ومن بعدهم لذريتهم ، وتعتبر النظارة هي الجهة المعنية برعاية الوقف والقيام عليه وعمارته ، والدفاع عنه والحرص على مصلحته ، وتحصيل غلته ، وتوزيعها على مستحقيها .

وهي مرتبطة بالقضاء الشرعي ، حيث لا يتم تعيين الناظر او عزله إلا من قبل القضاء ، وكذلك عمارة الوقف ، أو استبداله ونحو ذلك .

ولدى التأمل في الأوقاف من أول عهدها في زمن النبي مروراً بما بعده إلى يومنا هذا فإنا نجد أن الوقف قد أسهم إسهاماً كبيراً في الحياة الاجتماعية من حيث النفع الذي يدر منه على المستحقين ، ومن حيث تخفيف العبء عن بيت مال المسلمين أو خزانة الدولة بتأمين الإنفاق على أوجه عديدة لو لم يكن الوقف لتكبدت الدولة نفقات كبيرة جراء ذلك ، كما أنه حافظ على الأصول الموقوفة عبر مئات السنين من الضياع والاندثار ، ووفَّر –بفضل الله- للجهات الموقوف عليها ما يسد حاجتها أو يعين على سد جزء منها ، ويعتبر وقف الشريف محمد أبي نمي بن بركات الحسني رحمه الله رحمة واسعة من الأوقاف الذرية غلَّته مخصصة لصرفها على الفقراء من ذريته .

وفَّق الله الجميع لما يحبه ويرضاه ، والحمد لله .